كتاب كتب قرأة ثقافة مكتبة مثقف
تأتي مباحث الكتاب لتجيب على سؤال من أخطر الأسئلة المعاصرة؛سؤال الهوية والانتماء،سؤال الشكل والمضمون سؤال الثقافة وأزمة المثقف؟
اتخذ المؤلف الوسيلة الأدبية في المقاربة، حيث ابتعد عن الدين والسياسة والاجتماع واقترب من الجانب الإنساني الإبداعي؛ كونه يمتلك مساحة أكبر في القول والرؤية والتأويل، لا تمتلكها بقية العلوم.
انطلقت مقاربة الكتاب في ثلاثة فصول؛ الأول يبحث في بعض المفاهيم العامة، التي صبغت الأدب العربي بصبغتها، بعض الأفكار والآراء القديمة المؤثرة على حياة الإنسان الراهنة، سعى الحميدي إلى إيضاحها، وبيان كمية التأثير التي تتمتع بها، ثم أدخلها في خانة ”التطور والتحول“. وكون العرب في خانة ”المفعول به“ كما يشير كاتب السطور ”لكنها الحقيقة الأكيدة، لسنا من يصنع القرار الثقافي في هذا الكون، بل نحن نسير خلف الصانع للقرار؛ بكل أشكاله وتجلياته، نتبعه ونترسم خطاه“.
المقاربة الثانية والثالثة جاءت ضمن هذا الإطار، تبحث في الغياب والحضور؛ البحث في جسد النص، الذي يتشكل من اللفظ والمعنى، من الجسد الشكلي الخارجي، والروح الداخلية، البحث في النص يشابه البحث في الإنسان. يقول الحميدي : النص يمتلك شكلاً ومضموناً، الإنسان يمتلك جسداً وروحاً، يتشابهان أيضاً فيما هو أعمق، يتشابهان في امتلاكهما للرؤية، النص مثل الإنسان، يمتلك رؤية خاصة، يأمل في تغيير الحالي والراهن، إلى الأفضل والأمثل، إلى المستقبلي المأمول.
ويأتي ختام مباحث الكتاب بعنوان ”الرؤية“ ليوحد بين دلالة الإنسان وفاعليته ودلالة النص وفاعليته، يستشرف آفاق المستقبل، يسعى إلى التغيير والتبديل؛ التحول والتطور. ف ”الكاتب، لا يقدم تجربة نهائية، بل تجربة مفتوحة الآفاق، تتشكل نهاياتها، بحسب كل قارئ…“.
وعليه، فإن السعي إلى إنتاج دلالة مستقبلية هو هدف أساس من أهداف هذا الكتاب، من أجل الخروج من المأزق الثقافي الحالي، استبدال الراهن بالمستقبلي. لكن، وعلى الرغم من أن المقاربة جاءت في ثوب أدبي خالص، لكنها: ”تشير إلى حالة الإنسان المعاصر؛ إلى هيمنة الثقافة الوافدة، ليس تحطيمها، إنما استثمارها في بناء الثقافة الخاصة، من أجل امتلاك رؤيتنا وتشكيل هويتنا…“.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.